الرفيقان
بلهفة وشوق مرتبك ..
- أتــ .. أتتذكرني يا صديقي !؟
نظر في عينه ، ثم تضاحك وقال بلسان رخو متأفف ..
- آآههه .. أتذكرك .. أنت صديق الطفولة .. الــكــافــر .
رد عليه مرتبكاً ..
- كافر ؟! أنا كافر ؟! أنا لست كافراً ..
- كـــافر .
- أتكفرني مرة أخرى ؟ .. ألست محمداً صديق طفولتي .. أم أنني ذهبت إلى شخص آخر .
- أنا هو .. ولا تتهرب من موضوعنا أيها العلماني .
- أنا لست كافراً .. من أين لك هذا الكلام العجيب ؟! .. لا تكفرني .. لا تكفرني .
- كافر ، هذا ليس قولي وحدي ، العلماء مجمعون على تكفيرك وتكفير أمثالك ، أفكارك السياسية شاهدة عليك ، كافر كافر كافر .
- أنا من كان يصلي معك في مسجد مدرستنا الضيق ، أنا من ذكرتك بالصلاة عندما سهوت عنها وأنت تلعب مع باقي الأصدقاء ، أنا من يصلي معك حتى الآن في المسجد كل يوم .. كيف تكفرني وأنا من تتلاصق قدمي بقدمك ويدي فوق يدك أثناء الصلاة كل يوم .
- كــافر
" وصل إلى ذروة الإنفعال"
- ألست من تألمت لك عندما صفعك الناظر على وجهك عندما كنا صغاراً .
- كـافـر
- أنا من دافعت عنك أيام الطفولة البريئة .
- ملحد
- أنا من أعطيتك من طعامي عند جوعك
- كافر ملحد علماني زنديق
- وسقيتك من شرابي عند عطشك
- ليبرالي علماني .. ولا تتكلم معي أكثر من ذلك لأنك كــــافر
" صارخاً في وجهه بإنفعال عنيف "
- أصمت .. أصمت .. أصمت وإلا سحقتك .. أصمت
- كــا...
لم يكملها ، ولكمه في وجهه لكمة قوية .. أفقدت الضارب وعيه .
راقداً على سريره .. يفتح عينيه والدنيا تدور وتتمايل به يمينا ويساراً ، يده مربوطة ، وتتكلم أمه في الهاتف .. وتقول :
( شوفتي يا إبتهاج " ممصمصة شفتيها " .. الواد يا حبة عيني اتهبل وبقى بيكلم نفسه في المرايا .. وفـالآخر ضرب المراية بوكس فشفشها سُتميت حتة )
علي هشام
يوليو 2011
AliHishaam@gmail.com
نُشرت في جريدة البديل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق