إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فـمــاذا يــفـعـل ؟؟
كُنا نهتف ونغني في الثورة : " إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر " .
فعندما يريد شعبنا الحياة ، ولا يستجيب لنا القدر ، فمن المؤكد أنه يوجد طريقة بل وطُرُق أُخرى لجلب الحياة لشعوبنا المقهورة ،" فـماذا نفـعـل ؟؟ "
ذهبت إلى مكتبة بيتنا الكبيرة والممتلئة بسائر أنواع الكُتُب باحثاً عن إجابة وافية لسؤالي ، ظللت أبحث عن الحل طويلاً لم أجد ما يساعدني قط ، وعندما وجدت إجابة .. كانت كالعادة : " فلابد أن يستجيب القدر " !!
(( لماذا لا تستجيب لنا ولمطالبنا أيها القدر ؟؟ هل فعلنا شيئاً مضاداً لرغباتك كي تتعاطف مع من ظلمونا وعذبونا وهتكوا أعراضنا ومارسوا معنا كل الرذائل ؟؟ ))
لكني لم أفقد الأمل بعد ، ورغم كل شئ فأنا لم ولن أفقد الأمل .
أشاهد التلفاز مع عائلتي الجميلة ، لأرى واحداً ممن يسمونهم بالنخبة ، أنيق وصاحب مظهر حسن ،يتفلسف ويقول كلام لا أفهم منه إلا القليل .
.. فكرت في اللجوء إليه ، وفور حلول الفكرة إلى دماغي ظهرت على الشاشة أرقام للتواصل وعمل مداخلات هاتفية مع البرنامج ..
اتصلت بهم على الفور ، فرد علي رجل بصوت غليظ : " أيوة يا فندم " .
- " مرتبكاً " إذا سمحت سيدي الكريم .. إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. ماذا يفعل ؟؟ ماذا يفعل ؟؟ ها ؟؟
لم أسمع بعدها سوى .. " تشيك .. تـيــت تـيــت تـيــت " .
أيضاً لم أفقد الأمل .. وانتظرت الصباح الباكر ، وذهبت إلى مدرسة أخي الصغير باحثاً عن مدرس اللغة العربية القدير "حسب كلامه " فمن الوارد أن يعطيني حلاً وافياً .
أنا : إذا الشعب يومأ أراد الحياة .. فماذا يفعل أيها المعلم القدير ؟؟
المعلم : هذه كلمات أبو قاسم الشابي !
أنا : نعم .. أرجوك إعطني حلاً وافياً
المعلم : إممممم .. نعم ، إذاً : اسم شرط مبني في محل نصب على الظرفية . الشعب : فاعل لفعل محذوف تقديره المذكور ، و ..
قاطعته مسرعاً ..
- يا سيدي الكريم .. أنا لا أريد إعراب الجملة .. أرجوك اعطني حلاً وافياً يفيدني ويحل مشكلتي .
- أنا آسف جداً .. حلك ليس عندي .
خرجت من باب المدرسة وأنا أضرب كفاً بكف متعجباً ، ذهبت إلى النخبة فلم تنفعني ، لجأت للكتب فلم تنفعني ، حاولت مع المدرسين فكانت نفس النتيجة .. ماذا أفعل .. سأذهب إلى بائع الخضروات لأشتري طلبات البيت الإسبوعية ، وأسأل البائع ربما يفيدني !
" الضوضاء تملأ المكان "
- سلام عليكم
- وعليكم السلام
- إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فـمــاذا يــفـعـل يا عم الحاج ؟؟
- نعم ؟؟ مش سامع !!
- باقوللك إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فـمــاذا يــفـعـل يا عم الحاج ؟؟
- لا والله يابني الخيار خلصان النهاردة !!
وكعادتي خرجت من السوق محملاً باليأس والإحباط ، هل من المعقول ألا أجد من يفيدني في هذه الدنيا الصغيرة الكبيرة !! سُحقاً .
في طريقي إلى المنزل .. أرى مظاهرة كبيرة قادمة من هناك ، لا أسمع الشعارات لكنني أسمعها تدريجياً بوضوح كلما قربت المسافة بيني وبينهم " لا للمحاكمات العسكرية .. لا للمحاكمات العسكرية " .. فرأيت سيدة مصرية تحمل في يدها أكياساً مليئة بالخضراوات والفاكهة تهمهم في سرها .. " مصيركم كلكوا تترموا في السجن الحربي زي بعضكم " !!
وقتها فقط تأكدت أنه : " إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فلابد أن يُحاكم عسكرياً ويُسجن .. كي يحصل عليها غيره
"
"
علي هشام
أغسطس 2011
AliHishaam@gmail.com
جميلة جدا يا علي , بس مش عايزك تقلق القدر هيستجيب قريب إن شاء الله بس نحاول أكتر معلش
ردحذفانت هايل ...والله ماانا عارفه اقولك ايه ؟انا كمان مش لاقيه اجابه ..كان نفسى ابقى متفاءله زى صاحب التعليق السابق واقولك انان القدر هيستجيب قريبا ولكن تملكنى اليأس من كثره انتظاره ليستجيب ...تحياتى
ردحذفموهبة ممتازة في الكتابة، قصة رائعة...
ردحذفتحياتي.
من أروع ما قرأت :)
ردحذفانا معجب بكتاباتك جدا جدا بس دورت على جروب او صفحه ليك ملقيتش فبعد ازنك انا عملت صفحه اسمها كبايه على الفيس يا ريت تشاركنا http://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D9%87/213429368720131
ردحذفإن شاء الله قريب .. إن بعد العسر يسر
ردحذفاسلوبك جميل فى الكتابة : )