-
أبلة .. أنا بردان !
"
لم يرد أحد "
-
عمو .. أنا بردان !
"لم
يرد أحد"
صمت الطفل، طأطأ رأسه ليرجع إلى ما كان عليه مع من حوله من زملائه الأطفال،
يدين مُشبكتين موضوعتين فوق رأس مُتواجدة بين رُكبتين في وضع القُرفُصاء.
بعد دقائق:
" طفل آخر ": - أبلة .. عمو .. احنا بردانين.
"لم يرد أحد"
كان الوقت مُتأخرًا للغاية لكن هؤلاء الأطفال –الملجأ- لا يعرفون. هم لا
يشعرون بأي تغيرات حولهم، فكُل أوقاتهم مثل بعضها، طوال اليوم هم في غرفة حالكة
الظلمة، لا تدخلها الشمس أبداً. التغير الوحيد الذي كان يشعر به الأطفال هو البرودة
والحرارة .. للأسف الشديد لم يقدر القائمون على هذا الملجأ حجب تأثير درجة الحرارة
هي الأُخرى عن الأطفال.
الغرفة غارقة في سواد الليلة الدامس ولا يرى أحدهم إصبعه، ولا يرد عليهم
أحد. شَكَّ أحد الأطفال من وجود غيرهم بالغرفة، فهمس لزميله:
-
ولا .. هو احنا هنا
لوحدنا ؟؟
لم يُكملها وانهال عليه أحد المشرفين بالضرب، حتى أفقده الوعي تماماً. عاد
الصمت مرة أُخرى للمكان.
لا يعرف أي من الأطفال مصير هذا الطفل فاقد الوعي، هل أخذه أحد المشرفين
وقام بإنقاذه من الخطر ؟؟ أم أنهم تركوه فاقداً للوعي على الأرض في مكانه ؟؟
كُل من كان يُحاول تغيير موضعه، أو الوقوف، كان يُضرب حتى يفقد وعيه كسابقه.
ثم يختفي.
ظل الوضع في تدهور..
وبعد أيام قليلة .. لم يعد بالغرفة أحد.
علي هشام
7 فبراير 2013