منذ شهور قليلة، وقف على
منصة اعتصام رابعة العدوية الشيخ جمال عبد الهادي، يقول للمعتصمين في الميكروفون
أن الصالحين في المدينة المنورة قد رأوا سيدنا جبريل –عليه السلام- في المنام يصلي
في مسجد رابعة العدوية. وهو ما لقى تصفيقاً وتهليلاً وتكبيراً هائلاً من المحتشدين
مصحوباً بزغردة من النساء. وهنا يجب أن نسأل.. ما علاقة مسجد رابعة العدوية
بالإخوان المسلمين سوى أنهم اعتصموا أمامه بإردتهم لا بإرادته ؟؟ هل استأجرت
الجماعة بيت الله إيجاراً جديداً مثلاً ؟؟ وما علاقة محمد مرسي بـ"رابعة العدوية"
أصلاً؟؟ هل بينه وبين "رابعة بنت اسماعيل العدوي" أي صلة قرابة من قريب
أو من بعيد تبيح لمريديه أن يعتصموا في ميدان الست ؟؟ ما الذي يدل عليه هذا الحلم
الذي أُخِذَ على محمل الجد ولماذا لا تكون "هلاوس" يا شيخ ؟؟ وهو ما لا
يعيب الصالحين الذين يتحدثون عنهم -عادي، كلنا مابنتغطاش واحنا نايمين وبنهلوس-..
وهنا يُلِح عليَّ سؤال أخير: هو فيه في الزمن ده صالحين أصلاً يا شيخ عشان يبقى
فيه رؤى ؟؟
وبعد أن فُضَّ هذا
الاعتصام بعد ذلك بقوة غاشمة، وسقط العديد من المعتصمين..
سُرِّب إلينا منذ أيام
قليلة تسجيلاً للفريق السيسي، فحواه أن السيسي يحكي للصحفي عن منامات أتت له منذ
سنوات، واحدٌ منها كان يتحدث فيه إلى الرئيس الراحل أنور السادات الذي قال له
"أنا كنت عارف إني هبقى رئيس جمهورية"، فرد عليه "و انا عارف إني
هبقى رئيس جمهورية". وآخر كان يحمل فيه الفريق سيفاً مكتوباً عليه عبارة
التوحيد بالأحمر. وآخر كان يرتدي فيه ساعة "أوميجا" عليها نجمة خضراء
كبيرة. وهو ما يجعلنا نحذر سيادة الفريق بشدة من إمكانية أن تكون الساعة الأوميجا
التي قضى الليل يفكر فيها "مضروبة" لأن الشركة لم تصدر موديلاً بهذه
المواصفات.. ولا يصح أن يرتدي رجل البلاد الأول ساعة مضروبة. أما عن الحلم الأخير
فكان لأحد قال لسيادته "هانديك اللي مديناهوش لحد".. وأنا أدعو سيادة
الفريق أن يكلف الأجهزة الأمنية بملاحقة هذا المجرم الذي يتحدث بتلك الوقاحة مع
سيادته، بدلاً من انشغالها بمداهمة المراكز الحقوقية اللي بتجيب حَق الغلابة من
الديابة.
يالبؤس هذا الوطن، اختزل
الصراع فيه بين ساعة أوميجا وأربعة أصابع، فوطن يحدد مصيره أحلام وهلاوس
المتصارعين على السُلطة هو وطن بائس بامتياز. أخشى ما أخشاه، أن يحلم أحدهم بحلم
كالذي يحلمه البالغون من الرجال، فتقضي "خارطة الطريق" على الشعب كله
أن يقوم ليستحم جبراً في هذا البرد القارس !
أرى أن كل شيء في بلادنا
قد انحط مستواه لأقصى درجة، بداية من أحلامنا نهاية بصراعنا. لقد وصلت أحلامنا إلى
مداها في 25 يناير 2011، وها قد عُدنا لما قبل هذا التاريخ، لا حلم لك سوى الستر –الذي
لا يأتي إلا من عند الله- وأن تبيت الليل في بيتك وعلى فراشك وليس مرميَّاً على
أرض أحد الزنازين في هذا البرد معصوب الأعين مربوطة يديك خلف ظهرك، بعد أن اختطفك
الأمن من بيتك وتعدى على زوجتك. -سلامٌ علاء عبد الفتاح-.
بحثت عن أحد في السُلطة
أُهديه هذا المقال في مظروف مكتوب عليه "لقد انحطت آمالنا، سيادتك"، فلم
أجد أحداً مُحدداً أُكلمه، اللهم إلا: مواطن وقف على حيله ست ساعات في طابور
أنابيب البوتجاز، انتابته فرحة عاتية بعد أن حصل على واحدة أخيراً بأضعاف السعر
الأصلي..
وأيضاً حارس مرمى منتخب
تاهيتي الذي رفع يديه إلى السماء محتفلاً مع الجمهور بعد أن صد ركلة هزيلة من لاعب
منتخب إسبانيا الذي هزمهم عـشـــرة/ صـــفــــــر.