بمناسبة النهاردة اليوم العالمي للسكر، حابب أذكرني وإياكم إن العبد الفقير لله كاتب هذه الكلمات، وغيره من مرضى السكر من النوع الأول اللي بياخدوا إنسولين، إن لو كنا قبل دلوقتي ب١٠٠ سنة بس، كان زماني ميت من زمان. قبل اكتشاف الإنسولين في ١٩٢١ كان لما بيكتشفوا مرض السكر من النوع الأول عند حد، بيقطعوا عنه الأكل تمامًا ويعيش على نظام التقشف التام عشان يمدوا في عمره كام أسبوع بس، وبيفضل يفقد وزنه فيهم ويخس يخس يخس.. لغاية ما يموت.
القصة دي في ذاتها على قد صعوبتها، لكن مخلياني حاسس إن حياتي بونَص، نعمة ربنا قرر يديهالي بعد ما كان مكتوب تتشال مني. فرغم الأيام الوَحل اللي الواحد عايشها دي، بحب أفكر نفسي كل شوية باليومين البونَص اللي ربنا اداهملي هدية اقضيهم في الدنيا معاكم وعلى قلبكم، ولما بفكر نفسي بده بحس بمسؤولية وخشى من ربنا إني أسيء استخدام نعمته عليا.
صحيح ربنا كتب لي ولمرضى السكر عُمر جديد، لكن مهم نعرف إن السكر أكتر مرض من الأمراض المنتشرة مظلوم ومنتشر عنه خرافات، رغم إن مصابينه كتير جدًا. مرضى السكر من النوع الأول بيتنَكِّل بيهم يوميًا في مفرمة الحياة، من حيث القدرات الجسدية المحدودة بسبب ذبذبة مستويات السكر في الدم، الجوع والزيادة في الوزن اللي بيسببهم الإنسولين، الأعباء النفسية بسبب إلزامهم بمتابعة نفسهم لحظة بلاحظة من حيث الجرعات والقياسات المتتالية، التجربة الكابوسية لهبوط السكر في الدم، التهديد الدائم باحتمالية الدخول في غيبوبة لو حصل هبوط شديد بدون ما يتلحق، التكاليف المادية المهولة اللي على عاتقهم لتوفير الإنسولين وشرايط التحاليل والأدوية، فطبعًا تخيل غلو الأسعار والمعيشة اللي كلنا بنلطم منه.. ضيف عليهم بقى ٢٠٠٠ جنيه حقن أنسولين شهريًا، ده كده لسة متكلمناش في تكاليف أجهزة القياس ولا الإبر.
لغاية ما ييجي يوم قريب جدًا أحكي باستفاضة عن رحلتي مع السكر، ركز في دايرتك على حد تعرفه عنده سكر، افتكر الدنيا بيه عامل ازاي ومن غيره كانت ممكن تبقى عاملة ازاي، وروح طبطب عليه في صمت تقديرًا للمعاناة اللي بيعيشها كل يوم وماحدش عارف عنها حاجة.
فوتكم بعافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق